الرد على جابر عصفور فى اتهامه للدين (وللمنهج السلفى خصوصا ) بالانغلاق




الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أفضل صلاة وأتم تسليم أما بعد


فى مقالاته المسماة ب(الثقافة والتثقيف ) المنشورة بجريدة الأهرام حارب فيها الدين والسلفيين خصوصا ورماهم بما لايثبت فمن ذلك قوله فى المقال الأول أظن
, فتشيع السلطة السياسية, بواسطة أجهزتها القمعية والإيديولوجية, ثقافة الإجماع والإذعان والطاعة ورفض الاختلاف وتقديس الحكام( أولي الأمر) الذين لا يجوز الخروج عليهم, وإن جاروا, كما يقول المذهب السلفي.

بخصوص كلامه عن الأثر السئ من كبت الفكر والابداع وتعطيل العقل . فهذا الكلام صحيح وهو أثر لدعوة بعض من ينتسبون للسلفية (علماء وطلبة علم ) وهؤلاء ينتقدهم علماؤنا السلفيون المتنورون وأنا ان شاء الله سأكتب مقالا وأسميه (عودة العقل ) تقليدا لاسم كتاب عودة الحجاب للشيخ محمد اسماعيل أو أسميه الطريق الى عقلنا تقليدا لاسم رسالة الشيخ محمود شلكر رسالة فى الطريق الى ثقافتنا .

الا أن الرجل يعمم ويطلق قوله واتهاماته على المذهب السلفى باطلاق هكذا ! بل وزاد الطين بلة فانتقد من يوجب الحجاب ثم يزيد ويوجب النقاب اذ هذا فى نظره مناقض للعقل المتنور . وطبعا كلامه هذا ناقل عن الملة ولايحتاج لاقامة حجة لأنه انكار لما هو معلوم من الدين فرضيته بالضرورة .
اذا فالرجل يدعى مناقضة الدين الاسلام ( لاالمذهب السلفى فقط ) للعقل .

ولهؤلاء وأمثالهم يقول الشيخ محمد اسماعيل المقدم .ان كنتم صادقين فى دعواكم مناقضة الاسلام (والمنهج السلفى خاصة ) للعقل فاذهبوا الى أئمتنا وناقشوهم اذهبوا لأستاذ العصر مصطفى حلمى (وهو حى يُرزق فى الاسكندرية الا أن هؤلاء فى الحقيقة دعوتهم عبارة عن بلطجة فكرية ومنهجهم هو حق القوة لا قوة الحق .
ومن ضمن ماقاله أظن فى مقاله الرابع ينتقد فيه الأصوليين فى تمسكهم بالقديم رغم أنه عفا عليه الزمن . فأقول
كلامه صحيح أيضا ووارد على بعض السلفيين الذين سبق الكلام عنهم فى أول مقالى هؤلاء الذين يخلطون الوحى بالتراث (دون تمييز وتمحيص لهذا التراث ) الا أن الرجل ينتقد المتدينين عموما كما سبق ( ويستثنى المتنورين فى نظره كأمثال محمود زقزوق ومحمد عبده ) وعلى عبد الرزاق وطه حسين ) لكن مشايخنا السلفيين المتنورين فمنهجهم كالأتى فى الفصل بين الوحى والتراث فيقول الدكتور عبد الكريم بكار (أن التراث هو نتاج تفاعل الأباء والأجداد مع المنهج الربانى الأقوم ومع البيئة والظروف التى عاشوا فيها . هذا التفاعل أنتج هذه الوضعية التى نحن فيها وبما أن هذا نتاج بشر فلا شك أن فيه نواقص وأنا أى الدكتور يعجب أحيانا من طلبة علم يبذلون جهدا كبيرا فى تحقيق كتاب واخراجه وهذا الكتاب حينما أُلف فى زمانه لم يُقرأ فكيف يُقرأ الان !!!
وقال انه يجب علينا أن نقف من هذا الموروث موقف انفتاح .يعنى فى أخطاء فى كثير من المؤلفات وفيه عادات وتقاليد سيئة فلماذا أنا أدافع عنها؟! أنا أحتكم للمنهج الربانى الأقوم ) انتهى كلامه من شريط تنمية الشخصية
وأيضا التجديد عند علماء الاسلام هو كما يقول المجدد العلامة محمود شاكر فى رسالته فى الطريق الى ثقافتنا ص 157 (لايأتى التجديد الا من متمكن النشأة فى ثقافته متمكن فى لسانه ولغته متذوق لما هو ناشئ فيه من أداب وفنون وتاريخ مغروس تاريخه فى تاريخها وفى عقائدها فى زمان قوتها وضعفها ومع المتحدر اليه من خيرها وشرها مُحسا بذلك كله احساس خاليا من الشوائب = ثم لايكون (التجديد ) تجديدا الا من حوار ذكى بين التفاصيل الكثيرة المتشابكة المعقدة التى تنطوى عليها هذه الثقافة وبين رؤية جديدة نافذة , حين يلوح للمجدد طريق آخر يمكن سلوكه , من خلاله يستطيع أن يقطع تشابكا من ناحية , ليصله من ناحية أخرى وصلا يجعله أكثر استقامة ووضوحا , وأن يحل عقدة من طرف , ليربطها من طرف آخر ربطا يزيدها قوة ومتانة وسلاسة . فالتجديد اذا حركة دائبة فى داخل ثقافة متكاملة , يتولاها الذين يتحركون فى داخلها كاملة حركة دائبة , عمادها الخبرة والتذوق والاحساس المرهف بالخطر , عند الاقدام على القطع والوصل , وعند التهجم على الحل والربط , فاذا فُقد هذا كله , كان القطع والحل سلاحا قاتلا مدمرا للأمة ولثقافتها , وينتهى الأمر بأجيالها الى الحيرة والتفكك والضياع , اذ يورث كل جيل منها جيلا بعده , ما يكون به أشد منه حيرة وتفككا وضياعا
هذه هى العاقبة التى تفرض نفسها فرضا , وما أبشعها من عاقبة الى أخر ماقاله فى تقرير المنهج التجديدى انتهى كلامه
وأيضا أنقل للدكتور ولأمثاله كلاما مهما جدا أكابر العلماء النفسانيين فى الغرب ولأكابر مفكريهم كلاما يؤكد على فرض منهج علمائنا التجديدى وليت الدكتور يتبعهم ( كما يلحون دائما فى اتباع الغرب حتى نتطور مثله !)
أنقل لكم من مجلة new scientist (26-3-2007) نقل الكلام عنها الدكتور أحمد أبوزيد فى مقاله (الدراسات المستقبلية المتغيرة )

توصل بعض علماء النفس أن هناك صلة ذهنية متينة بين استدعاء الماضى وتصور المستقبل . وأن الأشخاص الذين يفقدون ذاكرتهم وذكرياتهم يفقدون فى الوقت نفسه القدرة على تخيل المستقبل , وأن مناطق المخ التى تُستخدم فى التذكر هى نفسها المناطق التى تُستخدم فى التخيل وأن الانسان يفقد بتقدمه فى السن كثيرا من قدرته على التذكر , كما يفقد جانبا كبيرا من قدرته على تخيل ماسوف تكون عليه الأمور الحياتية فى المستقبل . فثمة رابطة قوية اذن فى المخ بين الماضى والمستقبل . انتهى الكلام
وأما عن قول مفكريهم فى وجوب الأخذ بالقديم للتجديد المتنور فقد نقل شيئا مناه الدكتور مصطفى حلمى فى كتابه (المنهج السلفى لاالحداثة )
والحمدلله رب العالمين



تعليقات

المشاركات الشائعة