دور المهندسين والمهنيين في مكافحة جاهلية العصر الحديث

دور المهندسين والمهنيين في مكافحة جاهلية العصر الحديث.
أغلب قادة الجماعات الاسلامية المنحرفة (سواء الجهادية التي تكفر المسلمين او الدعوية والسياسية التي تنشر الكراهية والجهالة والاضطراب في المجتمع) أغلبها من المهندسين والأطباء للأسف! ونصيحتي إلى فئة المهندسين والمهنيين عموما أن يتركوا هذه الجماعات المنحرفة ويعرفوا ان دورهم أكبر من ذلك وجدي لا هزلي، هناك مشاكل رصدها العلماء الحقيقيون فلتركزوا جهودكم فيها بواسطة القراءة لهم، يقول "اريك فروم" :" الإنسان العصري متغرب حتى عن عمله سواء كان عاملا، موظفا، أو مديرا. فقد أصبح العامل ذرةً اقتصادية ترقص على أنغام الإدارة المؤتمتة، فلا دور له في تخطيط عملية العمل، ولا دور في ناتجه، فهو نادرا ما يتواصل مع المنتَج الكامل، هو مع ذلك متغربٌ عنه كشيء باعتباره ملموسًا، أو مفيدًا فقط.
هدفه هو التوظيف المربح لرأس المال المستثمر من قبل الآخرين؛ والسلعة بالنسبة له هي تجسيد لرأس المال، ولا تعنيه ككيان، لقد أصبح المدير بيروقراطيا يتعامل مع الأشياء، الأرقام، والبشر كمواضيع لنشاطه. ويسمي معالجته لها اهتماما بالعلاقات الانسانية، في حين أنه يتعامل مع معظم العلاقات الأكثر "لا إنسانية" بين الآلآت الذاتية التي أصبحت تجريدات"
لن يصلُح سوى المهنيين في معالجة هذا الانحراف، الذي انصب عليه جهود كل أنبياء الله والفلاسفة الأعاظم طول التاريخ، وفي العصر الحديث تضخم هذا الانحراف وأخذ مسارا أكثر انحرافا فنشأت من أجله العلوم الانسانية! فأي دور سيكون دوركم لو تخليتم عن هذه المهمة الخطيرة وأضعتم جهودكم مع جماعات منحرفة حولت الإسلام العظيم إلى دين الجاهلية؟!
 المهنيون نظرا لأنه تتاح لهم النظر التجريبي وملابسة تفاصيل العمل في المصانع والمؤسسات وفهمه لأنه تخصصهم الهندسي أو المهني، يستطيعون فعل ما لا يستطيعه الفلاسفة المتخصصون، فلماذا لا تركزوا في ذلك؟ وتقرؤوا لأئمة التنوير الذي بذلوا أعمارهم في فهم ظواهر السوق والاقتصاد والصناعة؟ هذا الانحراف هو جاهلية العصر الحديث، لست أنا الذي أصفه بذلك ولا التكفيري سيد قطب، إنه "اريك فروم" يسمي هذه الظاهرة بالوثنية والأصنام التي صنعناها بأيدينا، فلم يعد الصنم هو صنم العجوة والخشب الذي عبده الإنسان البدائي، ولا الصنم عاد هو فرعون الحاكم كما كان منذ مئتين عام سابقة، ولكن الصنم الحديث والوثن الأعظم هو الأشياء والظروف التي صنعناها بأيدينا وكانت هي الظاهرة التي وصفها.
خالد المرسي.

تعليقات

المشاركات الشائعة