تيار الإسلام السياسي يطبق النموذج الغربي!



تيار الإسلام السياسي يطبق النموذج الغربي!
الإصرار على الجهل والتعالي على التعلم يجعل الإنسان يقع في أشد صور التناقض مع نفسه من حيث لا يشعر، والخطورة هنا أنه لا يشعر، فلا يوجد احتمال لتوبته عن التناقض أو سببه وهو الإعراض عن مراجعة الأفكار وعن المعرفة، فهو يرى أو جماعته وتنظيمه يرون أنفسهم أئمة وسادة المؤمنين والمجتهدين والمبدعين!.
أهل تيار الإسلام السياسي يرون أنفسهم ويراهم المخدوعون بهم أنهم يعملون على سد أهم وأعظم ثغرة في بناء الإسلام والتي لما انهدمت انهدم وراءها أهم جذور الإسلام، ويرون أنفسهم أهم جندي يحارب التغريب والليبراليين والعلمانيين! هكذا يرون أنفسهم.
ولكن الحقيقة أنهم يطبقون النموذج الغربي شأنهم شأن الليبراليين وكافة الاتجاهات العلمانية كما يقول نهم الدكتور عبد الوهاب المسيري – رحمه الله – يقول "والإسلاميون أيضا كانوا يقلدون النموذج الغربي بعد تعليق لافتة " بسم الله الرحمن الرحيم" عليه، وبعد إضافة بضعة زخارف تجميلية مثل الفصل بين الجنسين، ولكن جوهر النموذج ظل كما هو " فسألت احدى أساتذتي المتخصصين في العلوم السياسية ذات المرجعية الإسلامية عن مظاهر التطبيق تلك لدى الإسلاميين؟ فأجابت ب " راجع ٢٠١١-٢٠١٣ تعرف"
 ويقول الدكتور نصر عارف المتخصص في العلوم السياسية ذات المرجعية الإسلامية " كان ظهور جماعة الإخوان المسلمين فى مصر 1928 بداية انحراف كبير فى مسار تاريخ المجتمعات الإسلامية، وفى الوقت نفسه كان خروجا كاملاً عن جوهر فلسفة وقيم الحكم والسياسية وادارة المجتمعات التى رسخها المفكرون السياسيون، والفقهاء على مدار التاريخ الإسلامي؛ منذ ظهور الإسلام إلى سقوط الخلافة العثمانية، تلك النظرية السياسية التى مثلت نموذجا معرفيا لفلسفة الحكم يختلف جذريا عن النموذج الغربى،  حيث يدور النموذج الإسلامى حول المجتمع، ومفاهيم الاصلاح، والمصلحة، والعرف الاجتماعى،  وتحقيق منافع الناس، بينما يركز النموذج الغربى على الدولة، والسلطة، والحكم، وامتلاك القوة السياسية؛ إلى الحد الذى اصبحت فيه جماعة الإخوان المسلمين تنظيما علمانيا غربيا فى الجوهر المعرفى (الابستمولوجي)، ماركسيا فى الهيكل التنظيمى،  ماسونيا فى علاقته باعضائه وعلاقته بالمجتمع، وإسلاميا فى شعاراته ودعاواه، وخطابه الثقافى وأهدافه السياسية."! ويقول العلامة الدكتور طه العلواني :" فالمفهوم السائد للحاكمية في عصرنا هذا - وفي إطار الخلفية التي شكلت مفاهيم وتطورات فصائل العمل الإسلامي المعاصر - يمثل عملية إسقاط للمفاهيم التي شاعت بعد سيطرة الفكر الغربي والفكر المتعلق بالسلطة والشرعية والمشروعية والدولة القومية على الفكر الغربي، والفكر المتعلق بالسلطة والشرعية والمشروعية والدولة القومية على آيات قرآنية كريمة انتزعت من سياقها، ولم يجر تدبرها في إطار الوحدة البنائية للقرآن الكريم".
 والعجب أن هذه الملاحظات خرجت من مفكرين لا يوجد من يقاربهم في التحرر والانفتاح من المنتسبين إلى المرجعية الإسلامية! فليسوا سلفيين تقليديين مثلا من الذين اعتدنا منهم تضليل المخالفين ووسمه بالتغريب!.
 فأسأل الله أن ينبه الغافلين ويهديهم إلى التفريق بين العلم والجهل، بين التقليد والإبداع، بين العالم والجاهل، حتى لا تضيع جهودهم - وأغلبهم مخلصون صادقون لكنهم لا يعقلون - فكما يقول الإمام ابن القيم " الجهل شجرة تنبت فيها كل الشرور" أزمة أمتنا أزمة فكرية في الأساس كما ترى مدرسة إسلامية المعرفة وأمثالها، لا سياسية ولا أخلاقية كما يدعي البعض

تعليقات

المشاركات الشائعة