رد شبهة عن صداق المرأة في الإسلام

أحد الأعضاء في الشبكة الليبرالية كتب عن مهر المرأة في الإسلام ووصفه بأنه امتهان لها وكأنها سلعة تباع لممارسة الجنس مقابل مبلغ من المال!!.
وهذا رد عليه: الله فرض للمرأة على زوجها صداقا بقوله تعالى { وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} "سورة النساء" يقول العلامة محمد رشيد رضا :"الصدقات: جمع صدقة بضم الدال، وفيه لغات، منها الصداق: وهو ما يعطى للمرأة قبل الدخول عن طيب نفس، وينبغي أن يلاحظ في هذا العطاء معنى أعلى من المعنى الذي لاحظه الذين يسمون أنفسهم الفقهاء من أن الصداق والمهر بمعنى العوض عن البضع، والثمن له، كلا إن الصلة بين الزوجين أعلى، وأشرف من الصلة بين الرجل وفرسه، أو جاريته، ولذلك قال: نحلة فالذي ينبغي أن يلاحظ هو أن هذا العطاء آية من آيات المحبة، وصلة القربى، وتوثيق عرى المودة، والرحمة، وأنه واجب حتم لا تخيير فيه كما يتخير المشتري، والمستأجر، وترى عرف الناس جاريا على عدم الاكتفاء بهذا العطاء بل يشفعه الزوج بالهدايا والتحف. " فلو كان ثمنا للبُضع فلماذا لم يُحدد باللقاء الجنسي الواحد أو بالليلة مثلا لأن الجماع مؤبد بين الزوجين؟ فهل يكون ثمن التأبيد هو هذا المهر الذي لا حد لأقله في الشرع حتى زوّج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا بما يحفظه من القرآن وهذا نص الحوار بين رسول الله وبين طالب الزواج : قال رسول الله:«هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ» قَالَ لا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ «اذْهَبْ إِلَى أَهْلِكَ فَانْظُرْ هَلْ تَجِدُ شَيْئًا؟» فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ لا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا وَجَدْتُ شَيْئًا. قَالَ: «انْظُرْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ» فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ لا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلا خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ، وَلَكِنْ هَذَا إِزَارِي - قَالَ سَهْلٌ مَا لَهُ رِدَاءٌ - فَلَهَا نِصْفُهُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: «مَا تَصْنَعُ بإزارِكَ إنْ لَبِسْتَهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا مِنْهُ شَيْءٌ، وَإِنْ لَبِسَتْهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ شَيْءٌ» فَجَلَسَ الرَّجُلُ حَتَّى طَالَ مَجْلَسُهُ ثُمَّ قَامَ فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ e مُوَلِّيًّا فَأَمَرَ بِهِ فَدُعِيَ فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: «مَاذَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ» قَالَ مَعِي سُورَةَ كَذَا وَسُورَةَ كَذَا وَسُورَةَ كَذَا. عَدَّدَهَا. قَالَ «أَتَقْرَؤُهُنَّ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِكَ» قَالَ نَعَمْ . قَالَ: «اذْهَبْ فَقَدْ مَلَّكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ.».
والدراسات الأنثروبولوجية الغربية الحديثة - والأنثربولوجيا فرع من فروع علم الاجتماع متخصص في دراسة الأسرة والعائلة والقبائل وأمثالها من المجتمعات الصغيرة دراسة ميدانية حية -،
معظم هذه الدراسات الأنثروبولوجية الميدانية التي أجراها باحثون غربيون على المجتمعات الأفريقية كشفت النقاب عن أهمية المهر وألقت الضوء على الوظيفة الحيوية التي يضطلع بها في استقرار الحياة الاجتماعية واستمرارها، حيث أوضحت أن المهر لا يختلف عن ( الدوطة ) وهي مبلغ من المال تقدمه أسرة العروس للعريس في المجتمعات الأوروبية ، وبالتالي يضمن جدية العلاقة الزواجية في الحياة الاجتماعية ويؤكد استمراريتها واستقرار الأسرة نتيجة لذلك " انظر كتاب الأنثروبولوجيا الاجتماعية لايفانز بريتشارد، ترجمة د أحمد أبو زيد"

تعليقات

المشاركات الشائعة