ما الموقف من خصوم الإسلاميين في هذه المرحلة الحرجة؟

أحد خصوم جماعة الإخوان والإسلاميين عموما في هذه المرحلة الحرجة - وهو ممن أتشرف بتلقي علم الثقافة الوطنية منه - أرسل لي هذا التعليق
 "لماذا اعتزلتنا اخ خالد مازلنا نصلي ونقيم الليل ونتصدق ونقرا القران ..ونفكر ونتدبر ونخطئ ونصيب" 
فكان هذا ردي:
 أستاذي الفاضل: الذي يستحق الاعتزال هم أعداء الحق الصافي أو شبه الصافي - الذي هو في طاقة أغلب عقلاء البشر في كل زمان ومكان - أعداء هذا الحق الذين لم يعادوه إلا لذاته بدون أي شبهة أو ظرف طارئ خارج نطاق هذا الحق ذاته، أعداء هذا الحق هم من يستحقون ما يستحقه أمثالهم. ولكن الجماعات الإسلامية ليسوا من أهل هذا الحق وإن كانوا مخلصين وصادقين في طلبه وإصابته لكنهم لم يوفقوا فلم يستحقوا هذا الوصف، ومن ثمّ فلا يستحق خصومهم ما يستحقه خصوم أهل هذا الوصف " كل هذا الكلام ليس بمقياس أحد المفكرين المعاصرين ولكنه بمقياس الإسلاميين الحقيقيين الذين تشرفت بمعرفة جيدة بعقولهم وفكرهم كالمشايخ محمد عبده ورشيد رضا ومحمد دراز - ولأن دين الله كله بأصوله وفروعه مترتب على خليط من أحكام القلب مع العقل - ولا فصل بينهما في خطاب الله ونبيه كما يقول رشيد رضا بل يقول محمد دراز " إن العاطفة الشرعية الصحيحة هي التي تصدر من تحت رقابة العقل!" - بل إن الله لم ينزل كتبه ويرسل رسله من أجل الدين!، كيف والدين موجود بوجود الإنسان ذاته في أصل خلقته! فكيف يرسل الله الرسل من أجل تحصيل حاصل؟! إنما الله أنزل كتبه وأرسل رسله من أجل عقلنة الدين لا من أجل الدين، فمن أخل بركن العقلانية على وفق شرع الله لا يستحق وصف المتقين أو أهل الحق ولا يستحق خصومهم ما يستحقه خصوم أهل الحق، وحتى وإن أيقنا بأنه لم يخل بشرط الإخلاص " وهذا كشأن مفاهيم الإيمان والإسلام ونحو ذلك التي بينها علماء أهل السنة من كونها مركبات واحدة من أجزاء منفصلة يكتسب المفهوم الواحد أو يكتسب صاحبه وصفه الشرعي ومستحقاته الشرعية والقدرية إذا حصّل الواجبات من أجزاءه المتعددة في خليط، ويفقده المسلم ولا يستحق مكتسباته ومترتباته الشرعية والكونية إذا لم يوفق إلا في إصابة جزء واحد فقط كجزء الإخلاص والصدق في طلب الحق مثلا!. فلي كل الشرف أن أستفيد من علم حضرتك، وحضرتك وأمثالك عندي أجدر الناس بالعمل على إعزاز دين المسلمين ودنياهم.

تعليقات

المشاركات الشائعة