رأي الدكتور محمد دراز في حربنا الأهلية باسم الدين
رغم
أن الدكتور محمد دراز بما أعلمه عنه من عقله المتألق ومن فكره العام ومن
رسالتة للإمام العلامة المجاهد مفجر الثورة الجزائرية عبد الحميد ابن
باديس، فعلمي هذا عنه يجعلني أوقن بأن الدكتور لا يعجبه منهج جماعة الشيخ
حسن البنا ولا فكرهم ولا فكر أمثال هذه الجماعات،ولكن مع ذلك كان رحيما
كعادة أعلام أهل السنة يضربون أهل البدعة أو أهل الجهالات في الدين ويطرحون
جهلهم أرضا لكن برفق فحتى ضربهم وقسوتهم تكون مخلوطة
بالرفق! ولذلك حينما بعث إليه ضباط الثورة بعد حادثة المنشية التي
ارتكبتها جماعة الإخوان بعثوا إليه ببيان يدين جماعة الإخوان ووصفهم بأنهم
خوارج فغضب الدكتور غضبته وطرد حامل البيان وقال له " أتريد مني أن أوقع
على إدانة أهل الإسلام؟!" رغم أن الدكتور محمد دراز يدينهم شرعا في بيانه
الذي أعده للإذاعة الرسمية الذي أدان فيه الفاعلين وبين جهلهم بالدين ولكن
برفق وفي هذا البيان طلب من الرئيس عبد الناصر أن يعفو عنهم وقرأ عليه
آيات قرآنية في فضيلة العفو والصفح والمغفرة ولكن الحكومة رفضت إذاعة هذا
البيان إلا بعد حذف شيء منه ولكن الشيخ رفض أن يذاع إلا كاملا وكتب بخط يده
تحت العنوان ما يأتي " كان معدا للإذاعة صباح الأحد 21 / 11 / 1954 م
ولكنه لم يذع لأنه أريد حذف ما تحته خط أحمر" ويقول الشيخ أحمد فضلية محقق
تراث الشيخ والذي شاهد نص البيان بخط الشيخ من مكتبته الخاصة التي فتحها
لها أبناؤه أن الخطوط الحمراء كانت موضوعة تحت جميع الآيات القرآنية، وواضح
أن الشيخ بحكمته أراد أن يبين جهالات جماعة الإخوان لكنه كان يحذر من أن
يُستعمل بيانه هذا في غير ما أريد له فيتم مضاعفة العقاب على الجماعة
وظلمهم به ولذلك طرد حامل البيان من بيته ورفض نشر بيانه الخاص إلا كاملا
بدون حذف منعا من أن تُستغل كلمة الحق في غير ما سيقت له وكان مما قال في
بيان جهالات جماعة الإخوان في هذا البيان ما نصه :" من ذا الذي يتولى حفظ
هذه الحدود، ومنع هذا الشذوذ والشرود؟ أكل من نبتت في خياله فكرة أن فلانًا
بغى أو ظلم، خُول في الإسلام حق الحكم عليه، ثم خول له تنفيذ ما حكم به؟!
يا لها من قضية شنعاء، وجهالة جهلاء أنرجع كفارا يضرب بعضنا رقاب بعض عن
غير هدى ولا بينة، أليست تلك هي الفوضى التي أنقذنا الإسلام منها؟ أفنعود
إليها باسمه، ونلصق دنسها بثوبه، بل نجعلها عضوًا من جسمه"
فأين هذه الرحمة من الشيخ الذي يخطب في القوات المسلحة اليوم ويوصيهم بقتل الجماعة لأنهم خوارج؟ هلا اكتفى ببيان الخطأ والدعوة إلى مواجهته بالعدل وبضبط النفس ومنعها من الظلم؟!
---------------------------------------------------------------------------------------
لم أقصد بالمنشور السابق ذم كل إخواني لأنه معلوم أن المتدينين ليسوا كتلة مصمتة لا اختلافات تبلغ حد التناقض فيها، فجماعة الإخوان منذ زمن بعيد وفيها عقلاء حتى أن الشيخ بهي الخولي زميل الشيخ حسن البنا في تأسيس الجماعة وقعت بينه وبين أعضاءها نفرة لما نصحهم بعدم الصدام مع الرئيس جمال عبد الناصر، فالاتحاد بين المسلمين في الوطن الواحد معروف بالعقل قبل الشرع، والجماعة فيها عقلاء يعرفون أهمية الاتحاد وخطورة التقسيم بين أهل الوطن الواحد على أسس وهمية خرافية باسم الدين، وقعت بينه وبينهم نفرة حتى أنه لما مات لم تنشر مجلة صوت الدعوة لسان حال جماعة الإخوان عنه أي شيء! حكى ذلك الشيخ القرضاوي متألما من عادة الإخوان في الحب الشديد أو الكره الشديد فلا يعرفون وسطًا!.
لم أقصد من المنشور السابق التعميم بل إني أوقن بأن أطهر الناس في عالمنا متواجدون أعضاء ومخلصين ضمن هذه الجماعة والآن تُحصد أرواحهم بالجملة لا لشيء إلا لأن هؤلاء الأطهار اتبعوا قيادات - وأولهم الشيخ حسن البنا - قيادات غير ناضجة فكريًا!! قيادات مخلصة ومجاهدة وأوقفت حياتها لله ولرسوله ولكنها غير ناضجة فكريًا.
وقد نص أئمة السلف كالشاطبي وابن تيمية وأمثالهم قديما وحديثا على أن من يريد نصرة الدين في الشأن العام فلا يسمع للمخلصين فقط بل ولا لمن يقال عنهم علماء دين فقط! وإنما يتبع العلماء من أهل رتبة معينة ، عبّر عنها الأئمة أحيانا بصفة " المجدد" وأحيانا أخرى بصفة " لهم لسان صدق في الأمة " وهؤلاء في زماننا هم المشايخ محمد عبده ورشيد رضا ومحمد دراز وابن باديس وأمثالهم! أما حسن البنا وأمثاله من قادة الصحوة الإسلامية ومن المشايخ الفضلاء فهم مخلصون أو على علم بالدين نعم! لكنهم ليسوا علماء مجددين ولا لهم لسان صدق في الأمة!.
مضطر أن أقول هذا الكلام لأن السكوت عنه وعدم معرفته هو السبب في الحرب الأهلية التي تحصد أرواح الأطهار زهور الوطن والأمة الذين قادهم القدر إلى اتباع جماعات وقيادات ضعيفة العقول أغبياء لا يستحقونهم.
فهل يستجيب أعضاء هذه الجماعة وكل متدين لندائي ويبدأوون رحلة البحث عن الحق وعن كيفية العمل لدين الله في عصرنا من كتب الأئمة المجددين المعاصرين المذكورة أسماؤهم آنفًا؟
فأين هذه الرحمة من الشيخ الذي يخطب في القوات المسلحة اليوم ويوصيهم بقتل الجماعة لأنهم خوارج؟ هلا اكتفى ببيان الخطأ والدعوة إلى مواجهته بالعدل وبضبط النفس ومنعها من الظلم؟!
---------------------------------------------------------------------------------------
لم أقصد بالمنشور السابق ذم كل إخواني لأنه معلوم أن المتدينين ليسوا كتلة مصمتة لا اختلافات تبلغ حد التناقض فيها، فجماعة الإخوان منذ زمن بعيد وفيها عقلاء حتى أن الشيخ بهي الخولي زميل الشيخ حسن البنا في تأسيس الجماعة وقعت بينه وبين أعضاءها نفرة لما نصحهم بعدم الصدام مع الرئيس جمال عبد الناصر، فالاتحاد بين المسلمين في الوطن الواحد معروف بالعقل قبل الشرع، والجماعة فيها عقلاء يعرفون أهمية الاتحاد وخطورة التقسيم بين أهل الوطن الواحد على أسس وهمية خرافية باسم الدين، وقعت بينه وبينهم نفرة حتى أنه لما مات لم تنشر مجلة صوت الدعوة لسان حال جماعة الإخوان عنه أي شيء! حكى ذلك الشيخ القرضاوي متألما من عادة الإخوان في الحب الشديد أو الكره الشديد فلا يعرفون وسطًا!.
لم أقصد من المنشور السابق التعميم بل إني أوقن بأن أطهر الناس في عالمنا متواجدون أعضاء ومخلصين ضمن هذه الجماعة والآن تُحصد أرواحهم بالجملة لا لشيء إلا لأن هؤلاء الأطهار اتبعوا قيادات - وأولهم الشيخ حسن البنا - قيادات غير ناضجة فكريًا!! قيادات مخلصة ومجاهدة وأوقفت حياتها لله ولرسوله ولكنها غير ناضجة فكريًا.
وقد نص أئمة السلف كالشاطبي وابن تيمية وأمثالهم قديما وحديثا على أن من يريد نصرة الدين في الشأن العام فلا يسمع للمخلصين فقط بل ولا لمن يقال عنهم علماء دين فقط! وإنما يتبع العلماء من أهل رتبة معينة ، عبّر عنها الأئمة أحيانا بصفة " المجدد" وأحيانا أخرى بصفة " لهم لسان صدق في الأمة " وهؤلاء في زماننا هم المشايخ محمد عبده ورشيد رضا ومحمد دراز وابن باديس وأمثالهم! أما حسن البنا وأمثاله من قادة الصحوة الإسلامية ومن المشايخ الفضلاء فهم مخلصون أو على علم بالدين نعم! لكنهم ليسوا علماء مجددين ولا لهم لسان صدق في الأمة!.
مضطر أن أقول هذا الكلام لأن السكوت عنه وعدم معرفته هو السبب في الحرب الأهلية التي تحصد أرواح الأطهار زهور الوطن والأمة الذين قادهم القدر إلى اتباع جماعات وقيادات ضعيفة العقول أغبياء لا يستحقونهم.
فهل يستجيب أعضاء هذه الجماعة وكل متدين لندائي ويبدأوون رحلة البحث عن الحق وعن كيفية العمل لدين الله في عصرنا من كتب الأئمة المجددين المعاصرين المذكورة أسماؤهم آنفًا؟
تعليقات