حول رأي د. مصطفى الفقي في مشروع مجددي الدين ومشروع الإسلاميين.


حول رأي د. مصطفى الفقي في مشروع مجددي الدين ومشروع الإسلاميين.
هذا رأي مهم ل دكتور مصطفى الفقي قاله حين سأله الاعلامي خيري رمضان وهذا نص السؤال والجواب :"هل كان" محمد مرسي" وبعض المتحالفين معه من الاتجاهات الاسلامية الأخرى يحمل مشروعا إسلاميا ويضاده اتجاه ليبرالي داخل مصر وقوى عالمية أخرى؟
الفقي: يوجد مشروع ولكنه ليس هو صاحبه كله، هو معه الجزء الخاص بمصر تمكن من السيطرة عليها بحرية مركزية، فنحن نرى وكل العالم يرى أن الإسلام السياسي عقله مصري بدايته هي حسن البنا، دعك من الاجتهادات السابقة كرشيد رضا وزالإمام محمد عبده هذه لحظات استنارة راحت، مشروع تاني خالص، إنما المشروع الضيق فأنا أصفه بأنه ضيق لأنه محصور في أدبيات معينة لا يستطيع أن يخرج منها"


دائما أقول إن الفرق بين مشروع الجماعات الإسلامية التي نشأت في عشرينيات القرن الماضي وبين مشروح المجددين الأوائل في الصحوة المعاصرة كمحمد عبده ورشيد رضا ومحمد دراز وأمثالهم هو كالفرق بين أفكار العامي أو المراهق وبين أفكار العالِم! على عكس ما يظن كثر من المتدينين من أنهما واحد! شيوخ دين علماء مثل بعض!.
ودائما أنصح كل مسلم بأن ينصر دينه بفهم رموز الصحوة المعاصرة كمحمد عبد ورشيد رضا ومحمد دراز وأمثالهم، لأن منهج هؤلاء هو الذي سينجينا من المهالك العظيمة التي وقعنا فيها وآذينا بها من حولنا من جنس الفرقة المحرمة في الدين والتي هي مشروعة عند الجماعات الإسلامية – بشكل او بآخر، صراحة أو ضمنا – وأنا أقول إن منهج المجددين هو الذي سينصر الإسلام كدين ويعلي شأن المسلمين في الدنيا ويعيدهم سادة العالم كما كانوا في سالف الزمان، بخلاف الإسلام بفهم الإسلاميين المعاصرين فللأسف أنهم قد أساءوا فهمه إساءة بالغة فأوقعوا أنفسهم في حرج بالغ وأضروا بمن حولهم ومن ضمن هذا الحرج البالغ أن ينظر البعض إلى مخاصمي الإسلاميين أو معارضيهم ويصمهم بوصف الضلال أو الكفر أو حتى الذم! وهذه الأوصاف لا يستحقها أحد إلا إذا عارض أو خاصم الإسلام كما يفهمه المجددون السابق أسماؤهم، أما من يعارض الإسلام بفهم غيرهم – كالإسلاميين المعاصرين – فلا يستحق هذه الأوصاف بل قد يكون على حق ومهتديا! لأن الإسلام ثلاثة أنواع " منزل، مبدل، مؤول" الأول هو الإسلام بفهم المجددين والنوعان الآخران هما الإسلام بفهم من لا يقدر على فهم ما يحتاجه منه – بحسب موقعه القيادي النخبوي الذي تموضع فيه –، بل إن أئمة السلف في كل عصر كانوا يحاربوه ويعارضون بشدة هذين النوعين المنسوبين للإسلام – زورا – ولنعلم أن الهداية الإسلامية التي من يعارضها يستحق أوصاف الذم لها ركنان هما " حسن فهم وقصد صالح" فالإسلاميون المعاصرين أغلبهم فقدوا الركن الأول وتوفر فيهم الركن الثاني – نسأل الله أن يغفر لهم – وهم فقدوه لأنهم لم يعملوا بقاعدة أهل السنة المذكورة في كتبهم كما ذكرها الإمام الشاطبي في الاعتصام وغيره وهي ضرورة فهم دين الإسلام كما يفهمه المجددون لأنهم الأقدر على استنباط صحيح الإسلام من نصوصه بما يلبي متطلبات عصرهم وأما غيرهم فليس له إلا أن يتبعهم على فهم وبصيرة في غير ما ظهر له خطؤهم فيه وفي غير حال الضرورة التي لا يجد لهم فيها رأي، ولكن للأسف الإسلاميون المعاصرين منذ حسن البنا ضربوا بنتاج المجددين  عرض الحائط وتقمصوا دورهم! وما كان لهم ذلك، فليبدأ من يريد نصر دينه بفهم الإسلام كما فهمه المجددون ولنحترم غيرهم كحسن البنا وغيره ونسأل الله أن يغفر لهم بما يعلم من صدق نواياهم، ولا مانع من أن نتعلم منهم القدوة الحسنة في القيادة والاجتهاد في الدعوة والتفاني فيها.
هذا رأي الدكتور مصطفى الفقي في منهج المجددين – ومن يعلم أراء أمثاله فليدلني علهيا لأنشرها-  وهو من خصوم الإسلاميين والذي لا أشك في أنهم يرونه يخاصم الإسلام ذاته المنزل من عند الله، فليتنا نفهم أننا لو فهمنا الإسلام كما فهمه المجددون المعاصرون وهو النوع الأول " المنزل" لعصمنا أنفسنا ومن حولنا من المصائب والتخلف الذي يسببه الإسلام بنوعيه الآخرين " المبدل والمؤول" ومن لم يفهم الإسلام من مصدره الحق سيقع في نوعيه الآخرين ولا بد، لون يصادف فهمُه النوعَ الأول لأن العلم بالتعلم كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم وكما يعرفه أهل العقل.

المشاركات الشائعة