لماذا كان أدعياء الموسوعية في هذا العصر هم جهاله؟

هذا العصر لم يعد كأيام زمان حينما كان ابن سينا وابن رشد مثلا هم أعاظم الأطباء في زمانهم وهم اعاظم الفلاسفة كذلك!. هذا العصر يستحيل فيه أن يقع شيء من ذلك لأن ما يعادل الدرجة العلمية التي حصلها الفيلسوفان ابن رشد وابن سينا في هذا العصر تحتاج للبلوغ إليها إلى فلاسفة كثيرين، بسبب تعقد العلوم وتضخمها - والإنسان مهما نبغ يظل انسانا ذا قدرات محدودة ، ولكن الغريب هو لماذا لا يفهم بعض أدعياء العلم العميق هذا الكلام؟ أحاول الإجابة وأقول : يبدو أن عندهم خلل في معنى "العلم" ومنهج العلم وتصوراته البنائية التي يحتاجها أهل كل عصر مختلف عما قبله، أي لا يعرفون بدقة الخطوات المتدرجة التي يستلزمها تعلم العلم في عصر ما، فقد تجدهم عند تلقيهم العلم أو تلقينهم اياه لا يتدرجون بالمنطقية الواجبة ولكنهم يقفزون ويتجاوزن بضع درجات متفرقة في الطريق كله. ومثل هذا وقع مع الإمام مالك حينما جاءه سائل يسأله عن مسائل في الدين فقال في أغلبها " لا أعلم" فاستغرب وقال: هي مسائل سهلة؟ فقال الإمام مالك: لا يوجد في الدين شيء سهل!!. فخطأ هذا السائل أنه تجاوز خطوات كثيرة في الطريق فتصوره سهلا، ولكن الإمام مالك لأنه يعرف طبيعة الخطوات اللازمة بدقة عرف الوضع الطبيعي للموضوع.
ولو أحدكم عنده اجابة أخرى فليفيدنا بها

تعليقات

المشاركات الشائعة