الصحوة الاسلامية التونسية وعلاقتها بالانتفاضة

محمد بن جماعة - كندا
قرأت مقال علي عبد العال الذي تساءل فيه عن غياب الإسلاميين عن المشهد.. وهذا غير صحيح إطلاقا، وراشد الغنوشي لم يقل ذلك.. وإنما قال إن الأحزاب السياسية بما فيها حركة النهضة ليست وراء هذه الانتفاضو وإنما هي حركة اجتماعية ساهم فيها الجميع وعلى رأسهم شباب الجامعات والمعاهد الثانوية والمحامون، قبل أن يلتحق بهم النقابيون ثم السياسيون..














من يعرف الشباب التونسي يدرك أنه خلافا لما يتوهم الكثيرون، شباب متدين وشديد التعلق بقيم الإسلام في غالبيته العظمى، خصوصا في السنوات الأربع الأخيرة.. ورغم استقراري في كندا منذ أكثر من 10 سنوات، فأنا على تواصل دائم بالشباب، وقد تعمق هذا التواصل من خلال شبكة الفيسبوك خلال السنة الأخيرة.. وفي كل سنة أزور فيها تونس لبضعة أسابيع، أتعمد التجول في كثير من المدن وأزور المساجد لأشاهد نوعية مرتاديها.. وقد كان يتملكني الإعجاب كيف عادت المساجد للامتلاء بالشباب، بعد أن كان الشيوخ هم فقط من يرتادونها في السنوات الأولى من حكم الديكتاتور..














صليت في كثير من مساجد تونس في السنوات الأخيرة وشاهدت بأم عيني امتلاء المساجد في صلوات المغرب والعشاء والفجر، حتى أن أصدقائي كانوا ينبهونني في كثير من الأحيان إلى وجوب التبكير قبل الأذان وإلا فلن نجد مكانا للصلاة، وسنظطر للانتظار حتى نهاية الصلاة كي نصلي فرادى، نظرا لمنع الصلاة خارج المسجد ومنع الجماعة بعد صلاة الإمام.














أضف إلى ذلك، أنني شاركت في حوارات كثيرة جدا مع الشباب التونسي وفوجئت في كثير من الأحيان بوعيهم الفقهي والعقائدي وحتى الجدلي في قضايا السلفية والأشعرية والصوفية..














وفوجئت أيضا بتفشي ظاهرة حفظ القرآن، ولا يوجد تقريبا حي أو منطقة إلا وفيه مدرسة قرآنية فيها أكثر من 50 طالبا (فصل للكبار وفصل للصغار).














ومن عوامل تدين هذا الجيل من الشباب وتكوينه الشرعي في غياب العلماء المحليين: الإنترنت والفضائيات.. والحوارات على الفيسبوك..














وقد لا أكشف سرا إن قلت: من حيث تنظمهم ووعيهم الجماعي: هؤلاء الشباب المتدين تم تأطير كثير منهم في الجمعيات الكشفية التي عاد إليها الإسلاميون الذين تم إقصاؤهم في السابق.. ولا أريد هنا الخوض في تفاصيل ذلك.














ملخص ما أريد قوله: نعم لم يكن للإسلاميين (من حيث كونهم هيكلا سياسيا) دور في هذه الثورة الشعبية. ولكن الإسلاميين كتيار اجتماعي هو حاضر بقوة فيها، بل أقول لكم باطمئنان : إن الشباب الإسلامي هو المحرك الأساسي لهذه الثورة..














وليس هذا وقتا مناسبا لي لتفصيل ذلك، وإلا فلدي الكثير مما أرغب قوله في شرح أسباب وعوامل نشأة هذا الوعي.. ولكنني أدعوكم للدخول إلى صفحات الفايسبوك وصادقوا الشباب التونسي وانظروا إلى أرشيف حواراتهم والمعلومات التي يتداولونها وسترون طبيعة الوعي الناشئ لديهم خلال السنوات الأخيرة..














ولذلك، ومع احترامي للأخ علي عبد العال (وأنا من المتابعين بشكل تام لما يكتبه في إسلام أون لاين ثم في شبكة أون إسلام) أقول: أخطأت هذه المرة يا مولانا، وعنوان مقالك كان مثيرا وغير دقيق.






















محمد بن جماعة






تونسي يعيش هذه الأيام نشوة الفخر والاعتزاز بهويته.














أوتاوا - كندا










تعليقات

المشاركات الشائعة