منهج العملاق الأزهري(الدكتور محمد عبدالله دراز)مع المنحرفين في الدين

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :




منهج العملاق الأزهري(الدكتور محمد عبدالله دراز)مع المنحرفين في الدين.

الدكتور رحمه الله يقول عنه شيخنا محمد اسماعيل المقدم من ضمن ماقال عنه: يقول أنه من خيرة من أخرجه الأزهر من العلماء في هذا العصر المتأخر، ووعد أنه يضمه يوما الى سلسلة(أحبوا هذا الرجل)، وقد أتاه الله موهبة فذة في الابداع، مامن قضية يتناولها الا ويأتي فيها بجديد(جديد ونافع طبعا)، وأي كتاب للدكتور دراز(من لايحصل عليه ويقرأه فهو الخسران) احرص على أن تقرأ له أي شئ لأنه مبدع في كل كتاباته. (انتهى النقل من ضمن كلام كثير لشيخنا عنه)

وأنا سأجمع ماسمعته عنه في موضوع مستقل ان شاء الله

طلب الأستاذ مدير الجامع الأزهر والمعاهد الدينية من الكتور دراز أن يرد على الكاتب(يوسف راشد بوزارة العدل)في دعوته المسلمين الى ترتيب سور القرآن على حسب نزولها ابتداء بسورة العلق، ثم القلم، ثم المزمل، ثم المدثر، ثم الفاتحة، وهكذا حتى يختتم بسورة النصر



وللكاتب توجيهات ذكرها لتقوية هذا الاقتارح

فبعد أن أفحمه وأبدع الدكتور دراز يقول في ألخاتمة

(بقي أن نقول رأينا فيما ينبغي أن يُتبع في شأن المؤلف وتأليفه.

اننا لسنا من أنصار سياسة الكبت وتكميم الأفواه، والأقلام، والتسرع بمصادرة الكتب والآراء المنحرفة في الدين، لأنها سياسة قد أثبتت التجارب فشلها، ولأنها بدل أن تطفئ نار الفتنة تشعل أوارها، وتغذي أهل الفضول بتلمس هذه المؤلفات كما تتلمس المهربات، ولأن ضعيف الحجة هو الذي اسكات خصمه بالقوة والعنف، وليس الضعف من صفات الحقائق الاسلامية التي لايأتيها الباطل من بين يديها ولامن خلفها، وأخيرا لأن هذه السياسة ليست سياسة قرآنية: فان الله تعالى أمرنا أن ندعوا الى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن نجادل المخالفين بالتي هي أحسن، ثم انه سبحانه لم يترك شبهة ولافكرة زائغة لأعداء الاسلام الا سجلها وخلدها في كتابه، وقفى عليها بما يدحض باطلها. فكذلك ينبغي فيما ترى أن تقرع كتب المبطلين بالحق الذي يدمغها، ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة.

ونرى في موضوعنا بوجه خاص أن ترسل صورة من هذا البيان الى هذا المؤلف وأن نترك له الفرصة الكافية لقراءته وتدبر مافيه.

فأما ان كان من طلاب الاصلاح بنصفة وحسن نية، فسيكون هو أول من يرجع الى الحق متى تبين له، وأول من يحافظ على ترتيب القرآن كما رتبه الله وان بقيت في نفسه بعض شُبهة فسيسعى الى حلها باستفتاء أهل الذكر فيها.

وأما ان أصر على رأيه لحاجة وهوى في نفسه، فلنترك دعوته تموت بعدم الاصغاء اليها، فان نشط لنشرها وترويجها، وتضليل السُذج بمغالطتها، بعثنا عليه جنودًا من حُجج الحق نتعقب بها فلول باطله، فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة.

ونحن على كل حال واقفون بالمرصاد لكل من أراد تبديل شئ في كتاب الله والله غالب على أمره، والسلام على من اتبع الهدى.

انتهى النقل( رحمه الله)

البيان نُشر في مجلة الأزهر رمضان سنة 1370، 1950 م مجلد 22

وأعيد نشره في كتاب (حصاد القلم) ص45

نال الشرف بنقل الكلام السابق من الكتاب المذكور/خالد المرسي

والحمدلله رب العالمين.

تعليقات

المشاركات الشائعة