حول نقدي للشيخ محمد الغزالي في وصفه لامتنا بالوسخة

سب أمتنا في اخر هذا الفديو وهو إولى بهذا الوصف السيء
(1)تعليق احد الأساتذة على نقدي للشيخ محمد الغزالي حين قال أمتنا أمة وسخة.: شفت الفيديو كله... سبت ما فيه من حديث عن المراة وتوليها القضاء والحجاب والنقاب ووو وتوقفت عند لفظة في آخر الفيديو لا تدل علي عنوان الفيديو... فالرجل ذكر كلمة الامة كثيرا ولم يقصد اهانة الامة... بل قصد المتطرفين من الامة... صحيح ان ظاهر عبارته لا يدل علي هذا.. ولكن يجب ان تحمل الجملة كلها ضمن السياق العام لكلامه.. حتي لا نضيع علي الناس الاستفادة من المحاضرة والتوقف عند كلمة هي في الحقيقة غير موفقة لكن سياقها وعصبيته تغفر له.
ردي: لا. كلمة زي دي مينفعش تمر بدون تحليل. لو تعمقنا سنجدها في غاية الدلالة على سمة الخوارج فيه. الفورة في العاطفة ونشأتها فجأة والجري وراءها واطلاق حكم وتصور بها، غير علمي ولا عقلاني، والحكم بالجملة على الأبرياء. وهذا ذاته منهج الخوارج ومنتج انحرافاتهم.
اما عن احكامه الصحيحة في بقية الفديو فلا أثر لها في منع سمة الخوارج عنه. لأن الخوارج القدماء كان عندهم صحيح كثير. هذا فضلا عن ان صحيح الشيخ متعلق بمكافحة طوائف منحرفة فهو عالم طائفي وجوده مبني مستند على وجود المرضى الطائفيين الذي يكافحهم كعادة كثير من علماء زماننا، ولولا وجود هؤلاء الطائفيين ما وجد شيئا ذي بال يقوله ويكتبه يهتم به الشعوب. وليس هو عالم أمة وجوده مبني على الحق والمكافحة من أجله في الشعوب غير المؤدلجة.
قال:كونهم منحرفين طائفين ألا تري ان ذلك اخطر واشد، لانهم بتطرفهم الطائفي يكسبون انصارا ليل نهار كالمشاهد الآن.
ردي: مهمة عالم الأمة ان يكافح الانحراف ويقدم بديله من الاستقامة ( ولا يتصور الفصل بينهما في عالم واحد) مع كونه واقعيا دنيويا يعني كلا من النحراف والاستقامة يجب ان يكونا تلبية لواقع دنياه. فمثلا لو نشأ متخلفين ابدعوا في القدرة على العيش في ماضي الزمان كالسلفيين واعادوا نسخ انحرافات الماضي، لا يصح للعالم أن يركز مع انحرافهم كتركيزه مع انحراف المعاصرين ابن الواقع الذي ولده الواقعُ توليدا موضوعيا طبيعيا معقولا كالانحراف الشائع في علماء الإنسان بأوروبا. كذلك فعل العلماء المجددين قبل الغزالي كمحمد عبده ورشيد رضا ومحمد دراز وابن باديس. لكن تركيز الغزالي وغيره كالباحثين في شئون الجماعات الاسلامية اليوم هو تركيز يدل على جوهر واحد مشترك بينهم وبين اعدائهم الإسلامين وهو حب الماضي و العماء عن متطلبات الواقع الموضوعية، يظهر هذا العماء في انحراف الاسلاميين ويظهر في مكافحيهم في شكل العكس شكل التركيز في محاربتهم.ثم كم نسبة أنصارهم التنظيميين والمطيعين لتعليماتهم من نسبة كل الأمة؟ لا شي. السلفيون عددهم مليون مثلا من 90 مليون مصري؟ لا شيء.
) 2( ردي على نقد لنقدي للشيخ محمد الغزالي ومتعلق بتخصص دراسة الجماعات الاسلامية.
قال الأستاذ:ساخرج عن الموضوع بعيدا لاتحدث عن نفسي...انا درست تاريخ الإخوان كدراسة رسمية في الجامعة وتخصصت فيه... ولو مكثت عمري كله لرصد الظاهرة ما انتهيت منها... فكيف لي ان اترك هذا التخصص لأكتب في العمران والحضارة ونهضة الأمة وأسس لنظريات في هذا.
فقلت: ومن اخترع تخصص في شئون الجماعات الإسلامية أصلا؟
قال الأستاذ: ليس هناك مخترع ومخترع بفتح التاء وكسرها... التخصصات الآن لم تكن كالسابق بل فيها فروع نشات مع تطور العلوم والواقع... من مثلا اخترع ان الإعلام فيه عشرات التخصصات وكل تخصص تحته تخصصات؟ ومن اخترع ان علوم الاجتماع تخصصات تحتها تخصصات؟ ومن اخترع ان التربية تخصصات تحتها تخصصات... في التاريخ هناك تاريخ قديم وحديث ومعاصر.. لا اعرف احدا متخصصا في التاريخ كله... والتاريخ المعاصر تحته عدة تخصصات.. لا اعرف واحدا متخصصا فيه كله إلا الموسوعيين طبعا.... وفي تخصص الحركات الفكرية عدة تخصصات.. فهناك من يرصد الظاهرة العلمانية والالحادية والاسلامية وووووو وهناك الموسوعي ذي القدرة الفائقة الذي يرصد الجميع... فاصل تخصص الجماعات الإسلامية دا إطلاق إعلامي... يمكن ان تسميه انت تخصص التيارات الفكرية.
ردي: لا يصح تسوية تخصصاتنا بتخصصات علوم أوروبية النشأة، لأنها تخصصات نشأت هناك نشأة علمية في عصري النهضة والأنوار، عصور خلق العلم الانساني، نشأت كجملة واحدة ثم لما تعملقت وتجذرت أمرت وحددت مجالات معينة لتصير تخصصا، بأمر منها وتحديدها هي وفقا لطبيعة المعلومات التي توفرت إليها وحللتها، مع العلم أن التخصصات هذه هناك نشأت كوسيلة لفهم الإنسان، لكن انحرفت بعد ذلك وصارت غاية فشوهت العلم الانساني كله كما تحدث "اريك فروم" وقال نريد الرجوع إلى عدم التخصص من هذا النوع المنحرف من الوسيلية إلى الغائية، أما في بلادنا فلا يوجد أصلا آمر ومحدد حدد تخصصاتنا، لأنه لا يوجد في بلادنا فكر علمي كما وٌجد في أوروبا، فمن حدد هذه التخصصات؟ إنها أوهام البعض.
وقولك( انا درست تاريخ الإخوان كدراسة رسمية في الجامعة وتخصصت فيه... ولو مكثت عمري كله لرصد الظاهرة ما انتهيت منها…).
نعم لو عشت مليون سنة وكل الباحثين وجمعتم فيها مليارات المعلومات فما الفائدة؟ لا فائدة، هذه المليارات هباء منثورا، لأن المعلومات لا قيمة لها إلا بتلحيل العلم لها، فلو أن كل باحثينا عاشوا أعمارهم يتخصصون في جمع معلومات وبيانات عن أنشطة الإسلاميين لما أفادونا بشيء بل سيضرونا، ولو أن باحثين نشأوا بتفكير نظري ثم جمعوا 10 % مما جمعه الباحثون الأولون من معلومات وحللوا تلك ال 10 % بتفكيرهم النظري لنجحوا في وصف وتفسير ونقد الجماعات بل ولغيروا العالم!! حين لا ينجح الأولون في أي شيء،هؤلاء الباحثون يتحدثون وينشرون معلومات ميدانية عن الاسلاميين لا تهم في الحقيقة سوى أجهزة الأمن ولربما لا تهم سوى ظباط معينين مسئولين عن قضية ما فقط! وينشرون هذه المعلومات على الناس باعتبارهم باحثين مبدعين! فما علاقة الناس بذلك؟! وآخرون ينشغلون بفكر فلان وعلان من قادة الاخوان القدماء والمحدثين، فماذا سيهم الناس في فكر هؤلاء المرضى إلا كهامش يتلقونه كهامش في ظل متن تنموي حقيقي، لا كما يفعل ويعكس هؤلاء الباحثون فيجعلون الهامش متنا؟! يجب أن تبدأ بلادنا باكتشاف تفكير نظري ملائم لنا أولا ثم تركه يختبر ويشتبك بالواقع والمعلومات التي نخبرها من الواقع، فإذا وطد هذا التفكير أقدامه وتجذر صدرت منه الالهامات والفرضيات والأوامر بتحديد مجالات معينة لتصير تخصصا مستقلا، وهذه هي مسيرة العلم في أوروبا لم تبدأ بعد في بلادنا، ولكننا متخلفين نقلدهم في المفاهيم والمسميات بعد أن نفرغها من حقائقها وجذورها وسياقها.
الواجب على باحثينا أن يتعلموا تفكيرا نظريا ملائما لنا وعاما، ثم ينزلون به في واقعنا بتياراته المؤدلجة وشعوبه غير المؤدلجة ويدخلوا به في علاقة جدلية تبادلية مع ما يخبرونه من معلومات تصل إليهم من أحداث هذا الواقع، لو فعلوا ذلك لحازوا استبصارات قيمة في كل نواحي المجتمع من تيارات فكرية مؤدلجة وأوضاع الشعوب غير المؤدلجة، هذا هو العلم الحقيقي يبدأ عاما نافذا ثم يتجذر عمومه حتى يأمر هذا العموم بضرورة تخصيص مجالات ما بوقت وتركيز وتعمق أكبر... وهكذا
هذه المرحلة لم تبدأ عندنا بعد، ولكن بدأنا بالتخصص فصرنا عرج كمن يمشي مكبا على وجهه لا كمن يمشي سويا على صراط مستقيم، ليس لنا من الحقائق الصادقة والمفاهيم الراقية سوى ألفاظها ورسومها لا حقائقها وجذورها.
خالد المرسي

تعليقات

المشاركات الشائعة