حول سيد قطب الفنان لا المفكر

كثيرون من الإسلاميين المعاصرين يتخذون الأستاذ سيد قطب رحمه الله مرجعًا فكريًا علميًا للإسلام، وهذا انحراف خطير جدًا حتى قال الدكتور محمد مرسي "بحثنا عن الإسلام فلم نجده غير عند سيد قطب!" وهذا الخطأ نتج من كونهم لا يعرفون الفروق المنهجية الكلية بين الفن ومنه الأدب وبين الفكر والعلم، الفنان يؤخذ منه ما هو معروف فقط ولا يؤخذ منه أي جديد في الحياة الاجتماعية والسياسية وفي التكيف المعاصر للعقائد، هذا الجديد يختص به رجل الفكر والعلم، وفائدة الفنان هنا أن يزين سلوكيات وعقائد السواء بزخرفته وإبداعه الفني ليثبتها في القلوب والعقول فقط، وكتبت قبل ذلك عن العلاقة بين الفنان والمفكر ممثلا بسيد قطب ومحمد دراز هنا
طعنا في الأستاذ سيد قطب لأن طبائع الأشياء لا تعيبها لأن كل ميسر لما خلق له، وكل منهم له عظيم الفائدة والنفع لو التزم بطبيعته ولم يحيد عنها، وهذه كلمة لأحد أهم الفلاسفة في العصر الحديث وهو (ر.ج.كولنجوود) يتحدث عن طبيعة الفنان بالقياس الى طبيعة المفكر يقول " إن الفنان، حتى لو قيل بأن إنتاجه يحمل طابع التفكير إطلاقا، لا بد أن يكون نصيبه من التفكير أو التأمل أقل من نصيب رجل العلم أو الفيلسوف بمراحل. إن الفنان قلّما يبتدئ عملاً فنيًا معينا، استنادًا إلى مشكلة استطاع تكييفها تكييفا دقيقا، ثم هو لا يقيس قيمة إنتاجه بالاشارة إلى عناصر هذه المشكلة، بل يبدو أنه يعمل في عالم الخيال البحت، حيث يكون تفكيره من النوع الابتكاري البحت، بحيث لا تكون لديه أية فكرة عما يعمله قبل أن ينتهي من عمله فعلا، فلو قُصد بالتفكير التأمل و الحكم لكان معنى هذا أن الفنان الحقيقي لا يفكر إطلاقًا، ذلك أن مجهوده العقلي يقوم على البديهة أو الإدراك البديهي البحت، بحيث لا يوجد مدلول نظري يسبق هذه البديهة، أو يقوم عليها أو يقيس قفيمة نتائجها"

تعليقات

المشاركات الشائعة