يا علماء السعودية أخرجوا رائف بدوي من السجن وادخلوا مكانه



يا علماء السعودية أخرجوا رائف بدوي من السجن وادخلوا مكانه!!!!!
بقلم – خالد المرسي
هذا تعليق على فتوى هذا الظلامي الجاهل " صالح الفوزان" حيث نص على تطليق المرأة التي لا تلبس النقاب في هذا الفيديو
https://www.youtube.com/watch?v=vWjDD80GBJg&app=desktop
، وجزى الله خيرا شيخنا د" حاتم العوني" الذي حمل على عاتقه مسئولية بيان حقيقة هؤلاء الظلاميين وبيان أنهم ليسوا أهلا للقعود مقعدالنبي  
في توجيه الأمة وتعليمها لعله يستطيع إصلاح ما أفسدوه من عقول المتدينين أو من انحراف من ارتد عن الدين وكرهه وأنكر وجود الله لِما رأى من تخلفهم،
وكلامي يشمل أمثال هذا الظلامي ويشمل كل طالب علم يرى أن أمثاله أهلا لأن يؤخذ منه العلم... فهل ترون سلفيا واحدا سعودي او مصري أو من أي بلد لا يرى أن الفوزان أعلم أهل الأرض أو من طبقة أناس يُعدون على أصابع اليد هم أعلم أهل الأرض في هذا العصر بالمنهج السلفي الذي كان عليه النبي وأصحابه. " إلا من رحم ربي".
عناصر المقال:
1 – تنبيهات حتى لا يُساء فهم نقدي
2- تحليل لأسباب ظهور هؤلاء الظلاميين وقعودهم مقعد العلماء
التنبيهات:
1-  ليس عندي مشكلة من السعودية كبيئة لأن إسلام الدنيا كله مشترك في أصله وكثير من فروعه ، حتى كان الإمام الشيخ محمد رشيد رضا يرى أن تكون الخلافة الإسلامية القادمة مركزها من السعودية لا من تركيا رغم أنه في نفس كتاب " الخلافة الإسلامية" ذكر عجز علماء السعودية في زمنه عن بيان الإسلام بالشكل الذي يحرك النظر فيه.
2-  لم أقرأ شيئا لرائف بدوي ولا علاقة لي به غير اطلاعي على بضع كلمات وجمل، ومعرفتي بمشكلته المعرفية العامة، وقد يكون ورائه قوى غربية تستعمله في أغراض معينة لكن هذا الاستعمال أتى بعد انحرافه الذي تسبب فيه هؤلاء الظلاميون الدراويش.
3-   منهجي الفكري الذي أرجو من الله أن يجعلني من أهله هو المنهج السلفي ( ما كان عليه النبي وأصحابه ) لكن ليس بفهم هؤلاء الدراويش الذين يرفعون راية السلفية وهم في الحقيقة أعدى أعدائها، لكن بفهم الأئمة الحقيقيين كمحمد عبده ورشيد رضا ومحمد دراز وابن باديس وأمثالهم من الأحياء اليوم.
تحليل لأسباب ظهور هؤلاء الظلاميين في العصر الحديث.
أهملت النخبة المسلمة والحكومات أمر الكليات المتخصصة في العلم الشرعي ليدخلها من لا يرقى عقله لفهم دقائق المعرفة فيتخرج فيها جيل متخصص في علم الإسلام ضعيف العقل يعجز عن إقناع الناس بصحيح الإسلام وملائمته لعصرهم، فتستغل النخب الانتهازية وضعهم هذا ويحكمون قيادة المجتمع نحو التغريب بحجة أن أهل العلم الديني يقودون المجتمع إلى التخلف ( نفس السيناريو الذي حدث في بداية عصر النضة الأوروبية) .
وهناك سبب اجتماعي يستند إلى نية حسنة صادقة وهو سبب عميق ( استغلته النخب الانتهازية أيضا) وهذا بيانه.
الله أمر كل مسلم بالرسوخ في الدين ولم يامر بالرسوخ في العلم الديني إلا طائفة من المسلمين، الأمر الأول في طاقة كل مسلم والأمر الثاني في طاقة بعض المسلمين فقط، ولذلك قال الله تعالى { {‏وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ‏}‏ لم يقل الراسخون في الدين .
الرسوخ في الدين يختلف عن الرسوخ في العلم لأن تصور الإسلام لبنية العقيدة والحقيقة يختلف عن تصور الحداثة لها ( وإن كان البعض في الغرب  اكتشف بنية العقيدة ( إجمالا لا تفصيلا) وكثيرون هناك اكتشفوا بنية الحقيقة الكونية فقط لا الفكرية، والحداثة تخالف في بنية العقيدة وبنية الحقيقة الفكرية.
الإسلام يتصور عقيدة المسلم ( وكذلك كل حقيقة) كنقطة دائرية مجملة تحوي بداخلها تركيبا لا متناهي وهذا التركيب بعد التفصيل ( هو المعرفة المبثوثة في الكتاب المسطور وهو دين الله والفكر البشري، وفي الكتاب المنظور وهو الكون بعلومه الطبيعية ) هذا التركيب الذي تحويه تلك النقطة يظهر للإنسان بقدر ما لديه من ذكاء أو غباء، بعد أن يفجر ما بداخل هذه النقطة ( كلٌ يفجرها بحسب استعداده العقلي والفطري ) وهذا التركيب الذي تحويه تلك النقطة لا يفجره طالب المعرفة لكي ينسف به تلك النقطة! بل يتفجر ما بداخلها لا لينسفها ولكن ليؤكدها فلا يدع الانشطار المعرفي شيئا يمر عليه إلا ليري الطالبَ كيف يعود بتلك التفاصيل إلى تأكيد المنبع الأصلي ( النقطة الدائرية المجملة ) فالغبي والذكي يستويان في أصل هذه النقطة ولذلك تجد كل مسلم مهما كان غبيا تجده يشتبه مع  الذكي في أصل انشراح الصدر بالإيمان والشعور بجلال الله ووحدانيته وعظمته وحبه والتذلل له، ويستويان في قدر ما من تفجيرها لأن في كل شيئ لله آية تدل أنه واحد، لكن لا يستطيع تفجير هذه النقطة إلى مستويات بعيدة إلا الأذكياء ( والتفجير هذا هو العلم الشرعي الذي يتلائم وتحديات عصر العالِم لا العلم الشرعي التراثي الذي يُحفظ به الثراث كنصوص ونقول ) وذلك البيان هو شرح لهذه الفقرة من كلام الدكتور محمد عبدالله دراز التي يبين فيها طبيعة الحقيقة أو العقيدة الدينية أو الحقيقة الكبرى، التي تختلف بها عن الحقيقة في العلوم الطبيعية :" حقيقة الدين توجد عناصرُها قارة بين الجوانح، وتعرض دلائلُها لائحة أمام الحس، حتى إن التفاتة يسيرة لتكفي للظفر بها في حدس سريع، كالبرق الخاطف. وليس إدراك هذه الحقيقة الكبرى محصول إدراكات لحقائق الكون ودقائقه الجزئية، ولا هو أشق منه كما ظُن – يقصد ظن عباس العقاد -، بل إنه يتقدمها ويمهد لها في نظرية كلية تلم بها جملة، قبل أن تفحص أجزائها وتفصيلاتها. ولذلك يستوي العالم والجاهل في أصل هذا الإحساس، كلٌ على فهمه يجد في الكون ما يبهره ويستولي على مشاعره" منقول من كتاب " الدين".
 فلما استوى المسلمون في ذلك؛ ظن البسطاء من الأهالي أن ذلك الاستواء يؤهل المسلم إلى الالتحاق بالكليات المتخصصة في العلم الشرعي ولم يدروا أن الاستواء في القدرة على التصور والشعور بأصل العقيدة لا يلزم منه التصور والشعور بها بعد تفجيرها تفجيرا موسعا ، وهذا الاستواء لا يوجد منبهه إلا في العقيدة ولا يوجد في غيرها من العلوم المختلفة. ولذا نشأ لفظ " المجاوِر" عندنا في مصر منذ فترة قريبة في الأرياف، وكان لا يليق في العرف أن يوجد بيت من بيوت الأرياف إلا وفيه مجاور ( أي طالب علوم دينية في الأزهر) وسعدت النخبة الانتهازية بهذا الوضع لأنه يتفق وهدفها، فيتخرج هؤلاء في الكليات إما بالحفظ لا الفهم وإما بالغش وقد رصد هذه الظواهر أئمتنا الأزهريين كالإمام محمد عبده ورشيد رضا وغيرهم كالدكتور حاتم العوني في السعودية، وأمثالهم كانوا موجودين في أسلافنا وكان يواجههم الأئمة المجددين ليصلحوا ما أفسدوا من أمر الإسلام وكان يصفهم الإمام الشوكاني ب " بهائم فهم في مسلاخ إنسان" ويصفهم ابن تيمية ب " الحمار يحمل أسفارا" فتجد هؤلاء جهالا ظلاميين، وحين يقعدون مقعد العلماء لو أتاهم متعلم ذكي ولم يسعفه الحظ ليجد عالما ذكيا يشده إليه في بدايته، فتعلم منهم فترة من الزمن حتى ألفهم وألفوه - ولم ينبهه منبه من صحيح الفطرة أو صريح العقل إلى تخلفهم -  تجده يفقد ذكاءه فيصير غبيا ( بالاكتساب والعدوى) ويدمرون عليه عقله!.
والخطير في أمر هؤلاء الظلاميين أن جهلهم وتخلفهم وتفكيرهم لا يتخذ مسار النظم والوقانين ، أي لا تستطيع التفاهم معهم أو حوارهم حوارا علميا لتفهم عنهم ويفهمون عنك، لأن هذا التفاهم مقصور على من يمتلكون منهجية منظمة مقننة موضوعية يتحاكمون إليها. أما الظلاميون الجهال فلا تقنين ولا تنظيم لديهم، إنما هم يخبطون خبط عشواء فلا تستطيع استقراء حجم ومساحة ومدى جهالاتهم وحصرها ، بل هم أنفسهم لا يدركون كيف يفكرون، إنما هو خبط عشواء هكذا، فهم كالقنبلة ينفجر ما بداخلها من مسامير فيتخذ كل مسمار طريقا غير طريق شبيهه على غير نظام، ولا تستطيع حصر تلك المسامير ولا التنبؤ بمسارها إلا بعد أن يحدث الانفجار، لذلك تجد مثلا هؤلاء المنتحلين للسلفية في السعودية وقد يتخذ تخلفهم مسارا ما، وتجد المنتحلين للسلفية في مصر مثلا يتخذ تخلفهم مسارا آخر وهكذا كل طائفة منهم يتخذ تخلفها مسارا ما بحسب واقعهم، لا على أساس نظام وقوانين يقصده المتلخفون ولكنه خبط عشواء شبه منظم ( والعلم ليس إلا نظاما وقوانين والجهل عشوائية قد تبدو لدى الجاهل منظمة ) وهكذا يختلفون عن بعض في المسارات حتى يظن الناظر إليهم أن هذه الطائفة تختلف عن تلك الطائفة ولكن في الحقيقة هم واحد مشتركون في الجهالة وإن اختلفوا في التشعبات والمسارات بحسب ظروف كل متخلف ظلامي منهم.
فكان طبيعيا والأمر كذلك حين يُقال للناس إن هؤلاء أئمة العصر، ونحن في عصر كله جهل بالدين وغزو فكري غربي، كان طبيعيا أن ينحرف بعض الشباب ويتسلط عليه الشيطان فيبدأ معه بوسوسة بسيطة ثم تتبعها مثلها وفي ظل غليان عالم الأفكار وشدة الغزو الفكري سرعان ما ينفرط عقد الإيمان وتجد من يظهر الليبرالية أو الالحاد او العلمانية ... فأنتم يا علماء الخيبة خنتم أمانة الدين كما يقول الشيخين محمد عبده ورشيد رضا في تفسير قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} فكان الأليق أن تخرجوا رائفا من السجن إذ سجنه ليس فيه فائدة لأن أمثاله بالخارج كثيرون، دع عنك تمسكه بالانحراف لأن الفكر لا يواجه بالسجن.
 طالبوا باخراجه لعل الله ييسر له من علماء أمناء يوصلون له ولأمثاله  الأمانة، اما السجن  فهو جزاء أمثالكم من خونة الأمانة خاذلي الدين ناشري التخلف والظلام، فأسأل الله ان يصلح ما أفسدتم من امر الدين ونظام الدنيا ويستعملني وامثالي ويطوي صفحكتم لتكون صفحة مطوية في مزابل التاريخ لا تُذكرون – إن ذكرتم – إلا بسوء جزاء وفاقا

تعليقات

المشاركات الشائعة