شهوة دنيئة تحرك أهل العنف السياسي والديني, يراها الجاهلون دليل صدق واخلاص

شهوة دنيئة تحرك أهل العنف السياسي والديني, يراها الجاهلون دليل صدق واخلاص.
للإنسان حاجات أساسية مغروزة في تكوينه يسعى في اشباعها. من هذه الحاجات الشعور بالأهمية أو التميز والتفرد كما يقول أنتوني روبينز "يكتسب البعض هذه الأهمية من خلال تكالب المتاعب
والمشكلات فوق رأسك أكثر من أي شخص آخر... للأسف، واحدة من أسرع الطرق التي تجذب الأنظار حولك ولا تكلفك مالا أو تعليما أن تكون شخصا عنيفا، إذا صوب أحد بندقية إلى رأسك، في تلك
اللحظة سيصبح أهم شيء في حياتك، أليس كذلك؟"
هذه حاجة أساسية في البشر, هناك من يشبعها بالطرق والأهداف غير المشروعة, لكن هناك مرضى النفوس يشبعونها بطرق غير مشروعة (وقد يخيل إليهم أنهم على حق)
كالبلطجية من المستوى الشعبي المعروف، وكالبلطجية من المستوى الأعلى الذين يعرفهم الناس كقادة إسلاميين وسياسيين، وهم في الحقيقة نسخة خفية من ظاهرة البلطجية المعروفة،
يتجهون إلى تصديق الأفكار الشاذة التي تحض على التفرد والكراهية والاستعلاء والكيد والغيظ، ومن التصديق إلى الفعل والتنفيذ، فيمارسون العنف الفكري مع المخالف من الشعوب
ويمارسون العنف الجسدي معهم، وفي سبيل ذلك يفتكون ويٌفتَك بهم، فتتكالب المتاعب والمشكلات فوق رؤوس الضحايا، وفوق رؤوس العنيفين من قِبَل الأجهزة الأمنية، وهذا عينه يحقق لهم طريقا لاكتساب
الأهمية،
طريق دنيء يلبس الرذيلة ثوب الفضيلة، ويتاجر بالفضيلة الدينية أو السياسية، وللأسف كثيرون من الناس قد يرون صبره على المتاعب والمشكلات دليل صدق واخلاص، وما يدرون أنها شهوة خفية
دنيئة في نفوس مشوهي العقول.
خالد المرسي

تعليقات

المشاركات الشائعة