إهمال معيار الكفاءة لحساب معيار الإيمان

حين طلب الأستاذ مالك بن نبي من الدكتور محمد دراز رأيه في كتاب " الظاهرة القرآنية" أجابه الدكتور برأيه وأشاد كثيرا بالإيمان المشرق الظاهر من كلمات الأستاذ مالك في هذا الكتاب، ولكن هذا الإيمان المشرق لم يمنع الدكتور دراز من تخطيء الأستاذ مالك في فكرتين إحداها: الغلو في فكرية نبينا - صلى الله عليه وسلم - حتى منح لفكر نبينا علاقة في التقاط الفكر المُعجز الكائن بالوحي.
والثانية: هي غلوه في وصف أعظم فلاسفة الغرب المعاصر " ديكارت" بالانحراف ومعاداة الدين!.
وهكذا الانضباط المنهجي للدكتور دراز كان حاكما له وقائدا، جعله لا يقبل الغلو في نبينا وإن كان مظهر هذا الغلو يوحي بنصرة الإسلام، ولم يقبل ظلم ديكارت وإن كان مظهر هذا الظلم كذلك يوحي بنصرة الدين!.
ولكن لما كانت جمهرة من يُسمون بعلماء الإسلام يذهلون إذا رأوا إيمان الكاتب أو السامع فيأخذون الإيمان المشرق معيارا يضخمونه على حساب معيار الكفاءة العلمية ويمنحون ذلك المؤمن مكانات لا يستحقها بإيمانه المشرق وحده؛ ضاع الدين وشُوه في عقول المتدينين وضاعت معه دنيا المسلمين وصرنا في هذا الخراب الذي لا ندري إلى ماذا سيؤول بنا أكثر مما آل الآن!.

تعليقات

المشاركات الشائعة