بين الطفولة العقلية والطفولة الفكرية

حينما كنا أطفالاً كنا نخاف من أوهام مرعبة نظنها حقائق واقعة! ولا تقنعنا تطمينات الكبار، فلما كبرنا عرفنا أنها أوهام -كأبي رجل مسلوخة مثلاً((:-؛ ويشبه هذا الوضع كثيرًا أننا لما كبرنا الآن إذ نحن نعيش مرحلة الطفولة الفكرية العلمية نتوهم أوهامًا بحكم مرحلة الطفولة العقلية نظنها حقائق فكرية! وكلما ازداد علمنا وقطعنا مسافات في مراحل النمو عرفنا أن ما كنا عليه لم يكن إلا وهمًا لا حقيقة، فالواجب في هذه الحال على الانسان الحصيف أن يستدل بما علم من تجربة الطفولة البدنية على ما جهل من تجربة الطفولة الفكرية التي يعيشها - لا أقول فيتعلم على الفور! لأن هذا مستحيل إذ العلم يكون بالتعلم كما يقول نبينا والتعلم في الدنيا يستغرق زمنًا وجهدًا كي نتحصل عليه، لا نتحصل عليه بمجرد الرغبة فقط! - فما هو فائدة الاعتبار من التجربة الأولى إذا؟ فائدته أن يتعلم الانسان منا كيف يحيط نفسَه بأكبر قدر يستطيعه من الحيطة والشك وعدم التسرع في الجزم وإدعاء العلم والوصول للحقيقة وكلما كان الانسان عاقلاً موفقًا كلما أبدع في احاطة نفسه بقدر جيد من هذه الدائرة ولذلك شرع الله لكل مسلم أن يتعرف على حقيقة نفسه وعقله كما هي في الواقع وقال علماؤنا" من لم يعرف نفسَه لم يعرف ربَه"

تعليقات

المشاركات الشائعة